المسألة الشرقية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
المسألة الشرقيّة (بالإنجليزية: Eastern Question) (بالفرنسية: Question de l'orient): هي المسألة التي تعنى بالتحالفات والإستراتيجيات القائمة في أواخر عهد الدولة العثمانية في ما يتعلق بكيفية تقاسم أملاك الدولة في حالة انهيارها. استخدم مصطلح رجل أوروبا المريض كوصف لحالة الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كدلالة على ضعف الدولة وبداية تفسخها، فكان السؤال يطرح عن ما سيحدث في حال إنهارت الدولة.[1] بدء هذا السؤال يطرح بعد هزيمة العثمانيين في الحرب الروسية-العثمانية بين 1768-1774 التي نتج عنها هزيمة العثمانيين وخسارتهم جزءً كبيراً من الأراضي التي كانوا يحكمونها في شمال البحر الأسود، وتفاقمت المسألة مع نهاية القرن التاسع عشر عندما خسرت الدولة العثمانية معظم أراضي البلقان وبدى واضحاً وجود نزعات انفصالية في بعض مناطقها الأخرى.
إن حيادية وصحة هذه المقالة محلُّ خلافٍ. (مايو 2016) |
إنقسم الأوروبيين في خصوص هذه المسألة إلى طرفين، طرفٌ يريد من تسريع انهيار الدولة العثمانية وهو الطرف الروسي وحلفائه، وطرفٌ أخر يتمثل في النمسا وبريطانيا يريد إطالة أمد حياتها تخوفاً من التمدد الروسي الذي قد يحصل في حال إنهار العثمانيون بشكل تام أمام التقدم الروسي العسكري. ظهرت هذه التحالفات جليةً في دعم البريطانيين للعثمانيين في حروبهم مع محمد علي وفي حرب القرم.[2]
بقي الحال هكذا حتى إستئثار جمعية الاتحاد والترقي بالسلطة عام 1913 وتحالفهم مع الألمان ومن ثم دخول الحرب العالمية الأولى ضد الحلفاء الفرنسيين والبريطانيين والروس الذين انضموا للتحالف مع بداية القرن العشرين بسبب ظهور الإمبراطورية الألمانية كخطر مشترك لهم.[3] إنتهت المسألة الشرقية بشكل نهائي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى حيث خسرت الدولة العثمانية الحرب، وتخلت بموجب معاهدة سيفر ولاحقاً معاهدة لوزان عن ممتلكاتها في الشرق الأوسط والبلقان. تم تقاسم أراضي الدولة العثمانية بموجب هذه الإتفاقيات بين الحلفاء وبين دول مستقلة كصربيا وبلغاريا. بينما أخذت تركيا ما بقي من أراضي الإمبراطورية العثمانية في الأناضول والعاصمة إسطنبول والمضائق.