المجتمع الإسكتلندي في العصور الوسطى
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
المجتمع الإسكتلندي في العصور الوسطى هو التنظيم الاجتماعي للبلد الذي يعرف اليوم باسم إسكتلندا، في الفترة ما بين رحيل الرومان عن بريطانيا في القرن الخامس، وبدء عصر النهضة في بداية القرن السادس عشر. تعتبر البنية الاجتماعية للمجتمع الإسكتلندي في بدايات العصور الوسطى غامضة إلى حدّ ما، فالمصادر التوثيقية التي تعود إلى هذه الفترة محدودة جدًا. ربما كانت صلة القرابة هي الأساس الذي قام عليه المجتمع الإسكتلندي في العصور الوسطى، وربما كان المجتمع منقسمًا بين ثلاث طبقات، وهي الأرستقراطية الصغيرة، التي كانت أسسها الفكرية مبنية على الحروب، وطبقة واسعة من الرجال الأحرار الذين كان لهم الحق في حمل السلاح وكان لهم تمثيلهم الخاص في القانون، وطبقة كبيرة نسبيًا من العبيد الذين من المحتمل أنهم قد عاشوا على الهامش وكانوا تابعين لأصحابهم.
ظهرت، منذ القرن الثاني عشر، عدة معايير تتيح معرفة طبقات المجتمع بالتفصيل، إذ كان المجتمع الإسكتلندي ينطوي على طبقة تضم الملك ونخبة صغيرة من الحكام، وتحتها طبقة الرجال الأحرار، ومجموعة ضخمة من الأقنان، خاصة في مناطق وسط إسكتلندا. كانت حالة الإقطاع التي فُرضت على البلاد في عهد ديفيد الأول تعني بأن السيادات البارونية قد بدأت تغطي هذا النظام، وأصبح لقبا «إيرل» و«ثين» الإنجليزيان واسعي الانتشار. توضعت تحت طبقة النبلاء، طبقة من المزارعين الذين يملكون مزارع صغيرة، إضافة إلى أعداد متزايدة من رعاة الماشية الذين كانوا يعملون في أراضٍ متواضعة نسبيًا. كان يُنظر إلى القرابة الأبوية والالتزامات الإقطاعية على أنها بمثابة القاعدة التي يُبنى عليها نظام العشائر في منطقة مرتفعات إسكتلندا في تلك الفترة. اعتمد سكان المجتمع الإسكتلندي نظريات طبقات المجتمع الأوروبي في العصر القديم لوصف مجتمعهم، واعتمدوا المصطلحات الإنجليزية للتمييز بين الطبقات الاجتماعية. اختفت القنانة من السجلّات في القرن الرابع عشر، وأصبح للمجموعات الاجتماعية الجديدة التي تنطوي على العمال والحرفيين والتجار أدوار كبيرة في تطوير البلديات الإسكتلندية (البورغات). تسبب ذلك في زيادة التوترات الاجتماعية في المجتمع الحضري، ولكن، وعلى عكس ما حصل في إنجلترا وفرنسا، فقد تراجع مستوى الاضطرابات في المجتمع الريفي الإسكتلندي إذ كانت التغييرات الاقتصادية بسيطة نسبيًا.