الكاتدرائيات والكنائس القوطية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الكاتدرائيات والكنائس القوطية هي المباني الدينية التي أُنشئت في أوروبا بين منتصف القرن الثاني عشر وبداية القرن السادس عشر. تتميز الكاتدرائيات بسبب ارتفاعها الكبير واستخدامها المكثف للزجاج المعشق الذي يملأ الفراغ الداخلي بالضوء. تميزت الكاتدرائيات أيضًا بكونها أطول وأبرز الأمثلة على العمارة القوطية في عصرها. لم يكن ظهور الكاتدرائية القوطية مجرد ثورة في العمارة، بل قدم أشكالًا جديدة في الديكور والنحت والفن.
الفترة الزمنية |
12th–16th centuries |
---|---|
المنطقة |
أوروبا |
كانت الكاتدرائيات بتعريفها عبارة عن كنائس يترأسها الأسقف. كانت كنائس الدير هي الكنائس المرتبطة بالأديرة. بُنيت العديد من كنائس الأبرشيات بالأسلوب القوطي. جاء ظهور الكاتدرائيات الكبيرة في القرن الثاني كرد فعل على الزيادة المثيرة في عدد السكان والثروة في بعض أجزاء أوروبا والحاجة إلى مبان أكبر وأكثر فخامة. سمحت التطورات الفنية، مثل الاستخدامات المبتكرة للقوس المدبب والعقد وأكتاف التدعيم، للكنائس والكاتدرائيات ان تصبح أعلى وأقوى وأن تتزود بعدد أكبر من النوافذ وبالتالي إضاءة أكثر.[1]
ظهر الأسلوب القوطي لأول مرة في فرنسا في دير سان دوني، بالقرب من باريس، خلال إعادة بناء الممشى المسقوف والواجهة الغربية في كنيسة الدير من قبل الأب سوغر (1135- 1140).[2] بدأ بناء أول كاتدرائية قوطية في فرنسا، كاتدرائية سينس، بين عامي 1135 و1140، وكُرست للعبادة في عام 1164.[3]
ظهر الأسلوب بسرعة في إنجلترا، إذ سُمي بكل بساطة «الأسلوب الفرنسي». دُمرت جوقة كاتدرائية كانتربري إثر حريق، وأُعيد بناؤها من قبل معلم البنائين الفرنسي من سينس، ويليام، بين عامي 1174 و1184. استوردت عناصر أخرى إلى الأسلوب من كان في نورماندي على يد المعماريين الفرنسيين النورمان، الذين جلبوا أيضًا حجارة مقطوعة بدقة من نورماندي لاستخدامها في البناء.[4]
بدأت كاتدرائية نوتردام في عام 1163 وكُرست للعبادة في عام 1177.[2] شهد الجزء الأخير من القرن الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر أسلوبًا أكثر رقة، وهو الأسلوب القوطي العالي، الذي ميز كل من كاتدرائية شارتر وكاتدرائية ريمس وكاتدرائية أميان. كانت الفترة الثالثة التي سُميت «رايونانت» في فرنسا، كثيرة الزخرفة، وميزت سان شابيل (1241- 1248) وكاتدرائية أميان في فرنسا. ظهرت الفترة الرابعة والأخيرة والتي سُميت «اللهبية» في النصف الثاني من القرن الرابع عشر، وأخذت اسمها من الزخارف الشبيهة باللهب المستخدمة في الديكورات. تُعتبر سان شابيل في فانسن (1370) بجدرانها من الزجاج الملون مثالًا جيدًا.
حلت كاتدرائيات وكنائس عصر النهضة بشكل تدريجي محل الكاتدرائيات القوطية والكاتدرائيات الأصلية مثل نوتردام، التي خضعت للعديد من التعديلات أو تعرضت للهدم. في جميع الأحوال، كان هناك موجة جديدة من الاهتمام بالكاتدرائية القوطية في منتصف القرن التاسع عشر بفضل رواية فيكتور هوغو التي تُعرف باسم «أحدب نوتردام» في اللغة العربية. رُممت العديد من الكاتدرائيات والكنائس القوطية، بدقة أكبر أو أقل.