الغزو الفاطمي لمصر
غزو في القرن العاشر / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الغزو الفاطمي لمصر عام 969 م احتلت قوات الدولة الفاطمية مصر تحت لواء القائد جوهر الصقلي، ثم حُكمت مصر من قبل الدولة الإخشيدية المستقلة باسم الدولة العباسية.
الغزو الفاطمي لمصر | |||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
معلومات عامة | |||||||||||
| |||||||||||
المتحاربون | |||||||||||
الدولة الفاطمية | الدولة الإخشيدية | ||||||||||
القادة | |||||||||||
المعز لدين الله جوهر الصقلي جعفر بن فلاح أبو جعفر أحمد |
أحمد بن علي جعفر بن الفرات نهرير الشويزان | ||||||||||
|
|||||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
شن الفاطميون غزوات متكررة على مصر بُعيد وصولهم إلى السلطة في إفريقية (تونس الحديثة) عام 909، لكنهم أخفقوا بمواجهة الخلافة العباسية القوية. إنما بحلول تسعينيات القرن العاشر وبينما رسخ الفاطميون حكمهم وازدادت قوتهم، انهارت الدولة العباسية وكان النظام الإخشيدي يواجه أزمة مطولة: إذ تفاقمت الغارات الأجنبية والمجاعة الحادة جرّاء وفاة الرجل القوي أبو المسك كافور عام 968 م.
تسبب فراغ السلطة الناجم باندلاع اشتباكات داخلية بين مختلف الفصائل في الفسطاط، عاصمة مصر. وفي الوقت نفسه، تفاقمت الأزمة بفضل الهجمات المتزامنة للإمبراطورية البيزنطية ضد الدول الإسلامية في شرق البحر الأبيض المتوسط. عمل أعوان الفاطميين علنًا في مصر، وأصبحت النخب المحلية تتقبل على نحو متزايد احتمالات استيلاء الفاطميين على السلطة، بل وترحّب بهم أملًا بإنهاء حالة انعدام الاستقرار والأمن.
أمام هذه الحالة المواتية، نظم الخليفة الفاطمي المعتز لدين الله حملة كبيرة لغزو مصر. انطلقت الحملة بقيادة جوهر الصقلي من رقادة في 6 فبراير 969 م لتدخل دلتا النيل بعد شهرين. وفضلت النخب الإيخشيدية التفاوض على الاستسلام السلمي، وأصدر جوهر أمرًا بضمان عدم التعرض (أمان) واعدًا باحترام حقوق وجهاء مصر وشعبها وتبنى الجهاد ضد البيزنطيين.
تصدى جيش الفاطميين لمحاولات جنود الإخشيدين لعبور نهر النيل بين 29 يونيو و3 يوليو، بيد أنه في خضم الفوضى الحاصلة سيطر أعوان الفاطميين على الفسطاط وأعلنوا خضوعها للمعتز. جدد جوهر قرار الأمان واستولى على المدينة في 6 يوليو، وأُلقيت خطبة صلاة الجمعة باسم المعتز في 9 يوليو.
على مدى السنوات الأربعة التالية، شغل جوهر منصب نائب مصر وقمع التمردات وبدء بناء العاصمة الجديدة، القاهرة. أتت محاولاته للتوسع في المناطق الإخشيدية السابقة في سوريا -بل وحتى الهجوم على البيزنطيين- بنتائج عكسية عليه: فبعد التقدم الأولي السريع، سُحقت جيوش الفاطميين، وتعرضت مصر لغزو القرامطة من شمال القاهرة. في عام 973، وصل المعتز إلى مصر، واتخذ من القاهرة مركزًا لإقامته التي أصبحت مقرًا للدولة الفاطمية لفترة وجودها المتبقية حتى زوالها على يد صلاح الدين في عام 1171 م.