العصر المذهب
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
العصر المذهب (بالإنجليزية: Gilded Age) هو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى الفترة الممتدة ما بين العقد السابع للقرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين من التاريخ الأمريكي. دخل المصطلح حيز الاستخدام في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين وكان مستمداً من رواية للكاتب مارك توين تعود لعام 1873 حملت عنوان "العصر المذهل: حكاية اليوم"، التي حملت طابعاً ساخراً من مشاكل العصر الاجتماعية الخطيرة وكانت مقنَّعةً بطبقةٍ مذهَّبةٍ من الخارج. تزامن النصف الأول من العصر المذهب تقريباً مع الجزء الأوسط من العصر الفيكتوري في بريطانيا والحقبة الجميلة في فرنسا. تتداخل بدايته في السنوات التي تبِعت الحرب الأهلية الأمريكية مع عصر إعادة الإعمار (الذي انتهى عام 1877)،[1] ويُعتقد عموماً أنه يتبعها الحقبة التقدمية في تسعينيات القرن التاسع عشر.[2][3][4][5]
البداية | |
---|---|
النهاية | |
المنطقة |
كان العصر المذهب حقبة نمو اقتصادي سريع، خصوصاً في شمال وغربي البلاد. فكانت الأجور أعلى مما هي عليه في أوروبا خصوصاً للعمال المهرة، كما شهدت هذه الفترة تدفق ملايين المهاجرين الأوروبيين. وأدى التوسع السريع للتصنيع إلى نمو فعلي في الأجور بنسبة 60% في الفترة الممتدة ما بين عام 1860 وعام 1890، والتي توزعت عبر القوى العاملة التي بقيت في تزايد مستمر. وارتفع المتوسط السنوي للأجور لكل عامل (من رجال ونساء وأطفال) من 380 دولاراً عام 1880 ليصل إلى 564 دولاراً في عام 1890 ما عنى زيادة بنسبة 48%. ومع ذلك كان العصر المذهب حقبة فقر مدقع لملايين المهاجرين الذين أتى الكثير منهم من دول أوروبية فقيرة، كما أصبح تركيز الثروة أكثر وضوحاً وزادت حدة المنافسة.[6]
كانت صناعة السكك الحديدية الأكثر نمواً وتزايدت أهمية كل من المصانع والتعدين والشؤون المالية. أدت الهجرة من أوروبا إلى الولايات الشرقية إلى نمو سريع للغرب الأمريكي الذي اعتمد على الزراعة وتربية الحيوان والتعدين. ازدادت أهمية اتحادات العمال في المدن الصناعية ذات النمو المتسارع. وأصاب البلاد كسادين اقتصاديين كبيرين؛ أولهما وقع عام 1873 والثاني عام 1893 ونتج عنه إعاقة النمو وسبب تقلبات سياسية واجتماعية. وبقي اقتصاد الولايات الجنوبية مدمراً بعد الحرب الأهلية وأصبح اقتصادها معتمداً على إنتاج القطن والتبغ، اللذان شهدا انخفاضاً في أسعاريهما. جُرِدَ الأمريكيون الأفارقة في الجنوب من صلاحياتهم السياسية وحقهم في الاقتراع مع انتهاء حقبة إعادة الإعمار عام 1877، وكانوا محرومين اقتصادياً.
كان المشهد السياسي نزيهًا على الرغم من بعض الفساد، وكان الإقبال على الانتخابات مرتفعًا جدًا، وشهدت الانتخابات الوطنية حزبين متعادلين. كانت القضايا المسيطرة ثقافيةً (خاصة فيما يتعلق بمنع الكحول، والتعليم، والمجموعات الإثنية أو العرقية) بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية (التعريفات والموارد المالية). مع النمو السريع في المدن، سيطرت الأجهزة السياسية باطراد على السياسات المدنية. في قطاع الأعمال، تكوّن الائتمان القوي عبر البلاد في بعض الصناعات. حاربت النقابات للوصول إلى يوم العمل ذي الثماني ساعات، وإلغاء عمالة الأطفال؛ طالب الإصلاحيون من الطبقة الوسطى بتحسين الخدمة المدنية، ومنع الخمور والجعة، وحق النساء في التصويت. بنت الحكومات المحلية في الشمال والغرب المدارس العامة خاصة في المرحلة الابتدائية؛ وبدأت المدارس الثانوية العامة في الظهور. كانت الطوائف الدينية المتعددة تنمو في العضوية والثروة، وأصبحت الكاثوليكية الطائفة الأكبر. وسّعوا جميعهم من النشاط التبشيري إلى ساحة العالم. بنى الكاثوليكيون واللوثريون والأسقفيون المدارس الدينية، وبنوا العديد من الجامعات على المستوى الأكبر، بالإضافة إلى المستشفيات والمؤسسات الخيرية. أسفر العديد من المشاكل التي واجهها المجتمع، خاصة الفقراء، عن محاولات الإصلاح خلال الحقبة التقدمية التالية.[7]