الحروب العثمانية الهابسبورغية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الحروب العثمانية الهابسبورغية هي سلسلة من الحروب التي حدثت من القرن السادس عشر وحتى القرن الثامن عشر بين الإمبراطورية العثمانية وملكية هابسبورغ (الإمبراطورية النمساوية لاحقا) والتي كانت مدعومة أحيانا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة ومملكة المجر والكومنولث البولندي الليتواني وهابسبورغ إسبانيا. تمثلت معظم الحروب في حملات عسكرية في المجر بما في ذلك ترانسلفانيا (رومانيا الحديثة) وفويفودينا (صربيا الحديثة) وكرواتيا ووسط صربيا.
الحروب العثمانية الهابسبورغية | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحروب العثمانية في أوروبا | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
سلالة هابسبورغ:
الإمبراطورية الرومانية المقدسة الإمبراطورية الإسبانية
|
الإمبراطورية العثمانية الإقطاعيات:
ترانسلفانيا | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
بحلول القرن السادس عشر، أصبح العثمانيون يشكلون تهديدا حقيقيا للقوى الأوروبية مع إبحار السفن العثمانية في مياه البندقية في بحر إيجة والبحر الأيوني، ومع دعم العثمانيين للقراصنة الذين يستولون على الممتلكات الإسبانية في المغرب. شغل الإصلاح البروتستانتي والمنافسية الفرنسية الهابسبورغية وغيرهما من النزاعات الأهلية، شغلوا المسيحيين عن صراعهم مع العثمانيين. في هذه الأوقات كان على العثمانيين المنافسة مع الدولة الصفوية الفارسية وبدرجة أقل مع الدولة المملوكية والتي هُزمت وتم ضمها إلى الإمبراطورية.
في البداية أدت الغزوات العثمانية في أوروبا إلى مكاسب حقيقية بعد انتصار ساحق في معركة موهاج والتي أدت إلى ضم حوالي ثلث مملكة المجر إلى أرض خاضعة للإمبراطورية العثمانية.[5] لاحقا أدى صلح وستفاليا وحرب الخلافة الإسبانية في القرنين السابع عشر والثامن عشر على التوالي إلى جعل الإمبراطورية المجرية هي الوحيدة تحت حكم آل هابسبورغ. بعد حصار فيينا في 1683 تمكن الهابسبورغيون من تجميع تحالف كبير من لاقوى الأوروبية والذي عُرف باسم الحلف المقدس، مما مكنهم من قتال العثمانيين بكفاءة والسيطرة على المجر.[6] انتهت الحرب التركية العظمى بنصر ساحق للحلف المقدس في معركة زانطة. انتهت الحروب بعد مشاركة النمسا في الحرب التركية النمساوية (1787 – 1791) حيث قاتلت النمسا مع روسيا. استمر بعض التوتر المتقطع بين النمسا والإمبراطورية العثمانية طوال القرن التاسع عشر، إلا أنهم لم يتقابلا في معركة حتى وجدوا أنفسهم متحالفين في الحرب العالمية الأولى، والتي بنهايتها تفكك كلا منهما.
صب المؤرخون كامل تركيزهم على حصار فيينا الثاني في عام 1683 والذي كان نصرا نمساويا ساحقا والذي أنقذ الحضارة الغربية وبدأ معه انهيار الإمبراطورية العثمانية. إلا أن بعض المؤرخين المعاصرين نظروا للأمر من منظور مختلف، حيث أن الهابسبورغيين كانوا يقاومون بعض حركات الانفصال الداخلية، كما كانوا يحاربون بروسيا وفرنسا من أجل السيطرة على وسط أوروبا. كان التقدم الحقيقي للأوروبيين بسبب تحالف قوي من الجيوش حيث تعاونت قوات الرماة والمشاة معا مصحوبين بسلاح الفرسان. إلا أن العثمانيين تمكنوا من تحقيق التكافؤ مع الهابسبورغيين حتى منتصف القرن الثامن عشر.[7] ركز المؤرخ جانثر روتنبيرغ على الجانب الغير عسكري للصراع، حيث بنى الهابسبورغيون مجتمعات عسكرية والتي تحمي حدودها وتنتج جنودا محفزين ومدربين جيدا.[8]