الحركة العدمية الروسية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الحركة العدمية الروسية، كانت حركةً ثقافيةً وفلسفيةً ثوريةً في الإمبراطورية الروسية خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، واعتُبرت تمهيدًا للأشكال الفلسفية العدمية الأوسع.[1] استُخدم المُقابل الروسي لكلمة «العدمية» لتوصيف رفض الحركة للمُثل القائمة. انبثقت الحركة -التي لم تكن مسماة بعد- من جيل الشباب الراديكاليين الذين خيّب الإصلاحيون الاجتماعيون آمالهم سابقًا، وانطلقت نتيجةً للانقسام المتزايد بين نخبة المثقفين النبلاء من جهة ونخبة المثقفين غير النبلاء من جهة أخرى.[2]
عرّف اللاسلطوي الروسي بيوتر كروبوتكتين العدمية -بحسب ما جاء في موسوعة بريتانيكا- على أنها «رمز النضال ضد جميع أشكال الاستبداد والنفاق والاصطناعية، ورمز النضال من أجل الحرية الفردية». اعتُبرت العدمية الروسية -من وجهة نظر فلسفية- عدميةً وشكوكيةً، لكنها لم تنطو على إنكار أحادي للأخلاقيات والمعارف كما افُترض خطًا، إذ لم تتبنَ العدمية الروسية الفكر العبثي بالضرورة. اشتملت العدمية الروسية في المقابل على النظريات الحتمية المجردة، والإلحادية، والمادية، والوضعية، والأنانية العقلانية. وبالتالي، سعت العدمية الروسية إلى استيعاب العناصر الأساسية للفكر التنويري الأوروبي وإعادة تأطيرها بما يتناسب مع الوضع الروسي، جنبًا إلى جنب مع رفضها لمتغربي الجيل السابق. دخل العدميون في صراع حتمي مع السلطات الدينية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية، والهياكل الأسرية الصارمة السائدة حينها، والأوتوقراطية القيصرية أيضًا.[3][4]
اقترنت العدمية الروسية بالدرجة الأولى بالنشاطية الثورية على الرغم من عدم انخراط معظم العدميين في السياسة، إذ نظروا إلى السياسة بوصفها وسيلةً اجتماعيةً متقادمةً. اعتقد العدميون الروسيون باستحالة نظم دور إيجابي للسياسة على نحو سليم قبل رفض الظروف الحالية. وفي المقابل، بدأ بعض العدميين في اعتناق مبادئ اجتماعية معينة، لكن بقيت صياغاتهم غامضةً في هذا الصدد.[5] شُوّهت طبيعة العدمية الروسية في جميع أنحاء أوروبا بعد اغتيال القيصر ألكسندر الثاني في عام 1881، إذ وُصفت بأنها إرهاب سياسي وإجرام عنيف.[6][7]