الحرف المتحرك
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الحرف المتحرك هو نظام وتقنية الطباعة وفن صياغة الحروف الذي يستخدم أجزاءً متحركة لإعادة إنتاج عناصر المستند (عادةً ما تكون الأبجدية الرقمية أو علامات الترقيم) ويُطبع على الورق.
كانت أول تقنية طباعة للحرف المتحرك في العالم لطباعة الكتب الورقية مصنوعة من البورسلان واخترعت نحو عام 1040 ميلادي في الصين خلال عهد أسرة سونغ الشمالية من قبل المخترع بي شنغ (990-1051).[2] ويُعتبر كتاب جيكجي أقدم كتاب موجود مطبوع بالحرف المعدني المتحرك، وقد طُبع في كوريا عام 1377 خلال عهد سلالة غوريو.
اقتصر انتشار نظامي الأحرف المتحركة، إلى حد ما، على شرق آسيا بشكل أساسي. ومن المحتمل أن يكون تطور الطباعة في أوروبا قد تأثر بالعديد من التقارير المتفرقة عن تقنية الحرف المتحرك التي أحضرها إلى أوروبا رجال الأعمال والمبشرين العائدين من الصين.[3][4][5] وما تزال بعض هذه السجلات الأوروبية في العصور الوسطى محفوظة ضمن مقتنيات مكتبة الفاتيكان وجامعة أكسفورد وغيرها الكثير.[6] ومع ذلك، لم تناقش أي من هذه السجلات الأوروبية الطباعة قبل غوتنبرغ.
ابتكر يوهان غوتنبرغ آلة الطباعة المعدنية بالأحرف المتحركة في أوروبا نحو عام 1450، وذلك جنبًا إلى جنب مع الابتكارات في سبك النوع القائم على المصفوفة والصب اليدوي. وقد كان عدد الحروف الأبجدية الصغير اللازمة للغات الأوروبية عاملًا مهمًا.[7] وكان غوتنبرغ أول من صنع قطع الأحرف من سبائك الرصاص والقصدير والإثمد، وظلت هذه المواد مستخدمة لمدة 550 عامًا.[8]
أما بالنسبة للنصوص الألفبائية، كان تنسيق الصفحة في الحرف المتحرك أسرع منه في الطباعة الخشبية. إذ كانت القطع من النوع المعدني أكثر دوامًا وكانت الحروف أكثر توحدًا، ما أدى إلى فن صياغة الحروف والخطوط. مثلما أن الجودة العالية والسعر المنخفض نسبيًا لإنجيل غوتنبرغ (1455) أثبتا تفوق طباعة الحرف المتحرك في أوروبا وانتشر استخدام آلات الطباعة بسرعة كبيرة. ويمكن اعتبار آلة الطباعة واحدة من العوامل الرئيسية التي أسست لعصر النهضة،[9] وبسبب فاعليتها، انتشر استخدامها في جميع أنحاء العالم.
لكن تسبب اختراع تنضيد الحروف بالمعادن المصهورة في القرن التاسع عشر وما تلاه في تراجع تقنية الحرف المتحرك في القرن العشرين.