الحرب البورمية السيامية (1765-1767)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
دارت رحى الحرب البورمية السيامية (1765-1767) (بالبورمية: ယိုးဒယား-မြန်မာစစ် (၁၇၆၅–၁၇၆၇) (بالتايلندية: สงครามคราวเสียกรุงศรีอยุธยาครั้งที่สอง) وتُعتبر حرب الهزيمة الثانية لأيوثايا. مثّلت الحرب الصراع العسكري الثاني بين سلالة كونباونغ في بورما (ميانمار) وسلالة بان فولو لوانغ في سيام (تايلاند)، واسفرت عن انتهاء مملكة سيام التي بقيت أربعة قرون.[1] ومع ذلك سرعان ما أُجبر البورميون على التخلي عن مكاسبهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس عندما أجبرتهم الغزوات الصينية لوطنهم على الانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 1767. ظهرت سلالة سيامية جديدة تنحدر منها أصول الملكية التايلاندية الحالية، والتي وحدت سيام مجددًا عام 1770.[2]
الحرب البورمية السيامية | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحروب البورمية السيامية | |||||||||
| |||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
كانت هذه الحرب استمرارًا لحرب 1759-1760. وكان الهدف منها هو السيطرة على ساحل تانينثاري وتجارته، ودعم سيام للمتمردين في المناطق الحدودية البورمية.[3][4] بدأت الحرب في أغسطس عام 1765 عندما غزا جيش بورما الشمالي الذي تكون من 20,000 جندي مناطق شمال سيام، وانضمت إليه ثلاثة جيوش جنوبية فاق عددها 20,000 في أكتوبر لتنفيذ إستراتيجية الكماشة في أيوتايا. تغلبت الجيوش البورمية على الدفاعات السيامية المتفوقة عدديًا وضعيفة التنسيق بحلول أواخر يناير عام 1766، واقتربت من عاصمة سيام.[1][5]
بدأ حصار أيوتايا مع الغزو الصيني الأول لبورما. اعتقد السياميون أنهم إذا تمكنوا من الصمود حتى موسم الأمطار ستجبر الفيضانات الموسمية في السهل المركزي في سيام قوات العدو على التراجع. لكن اعتقد الملك هسينبيوشين (ملك بورما) أنَّ الحرب الصينية كانت نزاعًا حدوديًا ثانويًا واستمرَّ بالحصار. تغير مكان المعركة خلال موسم الأمطار بين يونيو -أكتوبر عام 1766 بسبب غمر مياه الامطار للسهل لكنها فشلت في تغيير الوضع العام.[1][5] شنَّ الصينيون هجومًا أكبر بكثير عندما جاء موسم الجفاف لكن الملك هسينبيوشين رفض استدعاء قوات إضافية. عرض ملك سيام إختات في مارس 1767 التبعية لبورما ولكن طالب البورميون بالاستسلام غير المشروط. حاصر البورميون في 7 أبريل 1767 المدينة للمرة الثانية في التاريخ، وارتكبوا فظائع تركت بصمة سوداء كبيرة على العلاقات البورمية التايلاندية حتى يومنا هذا. نُقل آلاف الأسرى من سيام إلى بورما.
كان الاحتلال البورمي قصير الأجل. هاجمتهم الصين في نوفمبر 1767 مرة أخرى بقوة أكبر، واقتنع هسينبيوشين بسحب قواته من سيام. حققت قوات تاكسون من ثونبوري النصر في الحرب الأهلية السيامية التي تلت ذلك بحلول منتصف عام 1770. كما هزم البورميون غزوًا صينيًا رابعًا بحلول ديسمبر 1769.
بقي الوضع على حاله في ذلك الوقت. ضمَّت بورما ساحل تيناسيريم الجنوبي لكنها فشلت مرة أخرى في القضاء على دعم سيام للتمرد في أراضيها الحدودية الشرقية والجنوبية. انشغل هسينبيوشين في السنوات التالية بالتهديد الصيني، ولم يعاود خوض الحرب السيامية حتى عام 1775 بعد بدأ لان نا ثورةً مرةً أخرى بدعم سيام. أثبتت قيادة سيام فترة ما بعد أيوتايا أنها قادرة وهزمت أعدائها في الغزوتين التاليتين (1775-1776 و1785 -1786)، وهزمت لان نا في نفس العملية.