الحرب الباردة (1979–1985)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الحرب الباردة بين 1979 و1985 مرحلة متأخرة من تلك الحرب، امتازت بازدياد عداوة الغرب والاتحاد السوڤييتي ازديادًا حادًّا. نشأت بعدما أدان الغرب الغزو السوڤييتي لأفغانستان في ديسمبر 1979. بانتخاب رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر في 1979، والرئيس الأمريكي رونالد ريغان في 1980، تغيرت السياسة الخارجية الغربية فيما يتعلق بالاتحاد السوفييتي، تغيرًا امتاز بنبذ سياسة «الانفراج» والميل عنها إلى مذهب ريغان القائم على سياسة «التراجع»، مع السعي المعلَن إلى القضاء على نفوذ السوڤييتيين في دول التكتُّل السوڤييتي. في هذه المرحلة ارتفعت احتمالية نشوب حرب نووية ارتفاعًا لم يشهده العالم منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.
غزا الاتحاد السوڤييتي أفغانستان بعد «ثورة ثور» الأفغانية، غزوة أدت إلى مقتل نحو مليون مدني، قبل أن يَضطَر المجاهدون السوفييتيين إلى انسحاب عسكري في 1989. من أجل هذه الغزوة أعلن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر مقاطعة أمريكا لأولمبياد صيف 1980 الذي أقيم في موسكو. فردَّ الاتحاد السوڤييتي بمقاطعة أولمبياد صيف 1984 الذي أقيم في لوس أنجلوس بكاليفورنيا. ازداد التوتر بإعلان الولايات المتحدة أنها ستنشر صواريخ «بيرشينغ 2» في ألمانيا الغربية، ثم إعلان ريغان «مبادرة الدفاع الاستراتيجي» الأمريكية، وتفاقَم التوتر أكثر في 1983 حين وصف ريغان الاتحاد السوڤييتي بأنه «إمبراطورية شر».[1]
في إبريل 1983 أجْرت البحرية الأمريكية تدريب «فليت إكس 83-1»، وهو أكبر تدريب أسطولي أُجري في شمال المحيط الهادئ حتى الآن. تألف الأسطول من نحو 40 سفينة و23,000 جندي و300 طائرة، فربما عُدَّ أقوى أسطول بحري جُمع على الإطلاق. حاولت الطائرات والسفن الأمريكية استفزاز السوڤييتيين، لتدْرس المخابرات البحرية الأمريكية خصائص رادار السوڤييتيين وقدرات طائراتهم ومناوراتهم التكتيكية. في 4 إبريل حلقت 6 طائرات بحرية أمريكية -على الأقل- فوق جزيرة زيليني (أكبر جزيرة في مجموعة جُزر صغيرة تُدعى «جزر هابوماي»، لدى أقصى جنوب جزر الكوريل). غضب السوڤييتيون، وأمروا بعض طائراتهم بتحليق انتقامي فوق جزر ألوتيان، وأصدروا مذكرة احتجاج دبلوماسي رسمية، اتهموا فيها الولايات المتحدة بالاختراق المتكرر للمجال الجوي السوڤييتي. في سبتمبر اللاحق أَسقطت طائرة سوڤييتية اعتراضية «رحلة 007» التابعة للخطوط الجوية الكورية، فوق جزيرة مونيرون.[2][3][4]
في نوفمبر 1983 أجرى الناتو تدريب «إيبل آرتشر 83»، وهي محاكاة واقعية لهجوم نووي ناتُوِي، أثارت قلقًا كبيرًا في الاتحاد السوڤييتي، ويَعُدها مؤرخون كثيرون أقرب ما كان العالم إلى الحرب النووية منذ أزمة صاوريخ كوبا في 1962.[5]
شهدت هذه المرحلة: ولاية الرئيس ريغان الأولى (1981–1985)، وموت الرئيس السوڤييتي ليونيد بريجنيف (1982)، والفترة الرئاسية السوڤييتية القصيرة لِيوري أندروبوف (1982–1984) وقسطنطين تشيرنينكو (1984–1985). انتهت هذه المرحلة في 1985، بتولّي ميخائيل غورباتشوف الإصلاحي رئاسة الاتحاد السوڤييتي، وتعهُّده: بتقليل ما بين الشرق والغرب من توتر، وإجراء إصلاحات كبيرة في المجتمع السوڤييتي.