الجنوب الصلب
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الجنوب الصلب هو مصطلح يصف الدعم الانتخابي القوي من قبل ولايات الجنوب الأمريكي لمرشحي الحزب الديموقراطي من عام 1877 (نهاية فترة التعمير) إلى 1964 (تمرير قانون الحقوق المدنية لعام 1964). خلال هذه الفترة، معظم المناصب السياسية المحلية أو على مستوى الولاية في الجنوب كانت تذهب للديموقراطيين، بالإضافة للسياسيين الفيدراليين الذين كانت ترسلهم المنطقة إلى العاصمة واشنطن. الانعدام الظاهري لوجود الحزب الجمهوري في المنطقة كان يعني أن المنتصر في انتخابات الحزب الديموقراطي التميهدية كان يعتبر فعليا هو المنتصر بالمنصب.
هيمنة الديموقراطيين في الجنوب نشأت بسبب عداوة العديد من البيض لموقف الحزب الجمهوري المساند للحقوق السياسية للسود خلال فترة التعمير، بالإضافة لسياسات الحزب الجمهوري الاقتصادية مثل الرسوم التجارية العالية واستمرار دعم سياسة غطاء الذهب، وكان ينظر لكلي السياستين على أنهما تفيدان الشمال الصناعي على حساب الجنوب المعتمد على الزراعة في القرن التاسع عشر. ساهم في استمرار هذه الهيمنة، موقف الحزب الديموقراطي الداعم لقوانين جيم كرو للفصل العنصري.[1]
انتصر الديموقراطيون بفارق كبير في المنطقة في كل انتخابات رئاسية منذ 1876 إلى 1948، باستثناء عام 1928 عندما قام الكاثوليكي من نيويورك آل سميث بترشيح نفسه للرئاسة باسم الحزب الديموقراطي، حتى في هذه الانتخابات. منح الجنوب المنقسم على نفسه آل سميث ثلاثة أرباع أصوات المجمع الانتخابي. ابتداء من 1948، تسبب دعم الحزب الديموقراطي لحركة الحقوق المدنية في تخفيض كبير لدعم الجنوبيين للديموقراطيين، وأعطى الفرصة للحزب الجمهوري لتحقيق مكاسب في الجنوب. في 1968، كان لما عرف بـ الاستراتيجية الجنوبية للرئيس نيكسون دور في تمكين الحزب الجمهوري من اكتساح الجنوب على مستوى الانتخابات الرئاسية، لكن ليس على المستوى المحلي. استمر الجنوب في انتخاب الديموقراطيين للكونجرس بأغلبية كبيرة إلى أن حدث ما عرف بـ الثورة الجمهورية في 1994. يعتبر الجنوب اليوم معقلا للحزب الجمهوري على كل الأصعدة فوق الصعيد المحلي، حيث يملك الجمهوريون بعد 2010 أغلبية في كل الولايات الجنوبية باستثناء أركنساس وكنتاكي. أشار خبراء سياسيون إلى تزايد تأثير القيم الجنوبية على السياسة على المستوى الوطني بعد انهيار الجنوب الصلب.