الجدل حول القصف الذري على هيروشيما وناغازاكي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الجدل القائم حول القصف الذري على هيروشيما وناغازاكي، هو الجدل المعني بالخلافات الأخلاقية والقانونية والعسكرية المرتبطة بالقصف الذري على هيروشيما وناغازاكي في 6 و9 أغسطس 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
أصدر رئيس الولايات المتحدة هاري ترومان، ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، ورئيس الحكومة القومية الصينية شيانغ كاي شيك، إعلان بوتسدام في 26 يوليو 1945؛ والذي حدد شروط الاستسلام لإمبراطورية اليابان على النحو المتفق عليه في مؤتمر بوتسدام. نص هذا البلاغ على مواجهة اليابان «للدمار الفوري والمطلق» في حال عدم استسلامها.[1] وفي حين يركز بعض المشاركين في الجدل على عملية صنع القرار الرئاسي، يسلط آخرون الضوء على ما إذا كانت التفجيرات هي السبب المباشر لاستسلام اليابان أم لا.
وعلى مر تاريخ هذا الجدل، اكتسبت العديد من الحجج دعمًا إضافيًا، في حين فقدت أخرى دعمها؛ نتيجة توفر أدلة أحدث واكتمال الدراسات الجديدة المتعلقة بهذا الموضوع. كان التركيز الأساسي والمستمر في الجدل على دور القصف في استسلام اليابان وتبرير الولايات المتحدة لفعلتها بأنها عجلت منه؛ وهو موضوع ما يزال قيد النقاش الأكاديمي والشعبي حتى الآن. وفي عام 2005، كتب جاي صموئيل ووكر لمحةً عامةً عن التأريخ المتعلق بهذه المسألة، جاء فيها: «يبدو أن الجدل حول استخدام القنبلة الذرية سيستمر بكل تأكيد»، وأضاف أيضًا: «إن القضية الأساسية التي قسمت الباحثين على مدى أربعة عقود تقريبًا، هي ما إذا كان استخدام القنبلة ضروريًا آنذاك لتحقيق النصر في معركة المحيط الهادئ بشروط مرضية للولايات المتحدة الأمريكية».[2]
يؤكد مؤيدو القصف بشكل عام على أنه كان سببًا في استسلام اليابان، ومنع وقوع خسائر فادحة في صفوف الجانبين أثناء الغزو المخطط لليابان؛ حيث كان من المقرر غزو كيوشو (عملية السقوط) في نوفمبر 1945 وهونشو بعد أربعة أشهر من ذلك. كان يُعتقد أن اليابان لن تستسلم ما لم يكن هناك دليل مؤكد على امتلاك الحلفاء لقدرة تدميرية. أما أولئك الذين يعارضون القصف، فيجادلون بأنه كان غير ضروري عسكريًا،[3] وبكونه غير أخلاقي بطبيعته، بل وبأنه جريمة حرب أو شكل من أشكال إرهاب الدولة.[4] ويعتقد بعض النقاد أن الحصار البحري والقصف التقليدي كانا سيجبران اليابان على الاستسلام دون قيد أو شرط بنهاية المطاف،[5] في حين يعتقد البعض الآخر أن دافع اليابان للاستسلام كان أكبر في حال غزو الاتحاد السوفيتي لمنشوريا وغيرها من المناطق التي كانت تحت سيطرة اليابانيين.[6][7]