التاريخ العسكري لفرنسا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يحفل التاريخ العسكري لفرنسا بصراعات امتدت لأكثر من 2000 عام في فرنسا الحديثة وأوروبا ومناطق أخرى من جميع أنحاء العالم.
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
وفقًا للمؤرخ البريطاني نيال فيرغسون، شارك الفرنسيون في 50 من أصل 125 حربًا أوروبية كبرى منذ عام 1495؛ أكثر من أي دولة أوروبية أخرى. يليهم النمساويون الذين شاركوا في 47 حربًا، والإسبان الذين شاركوا في 44، والإنجليز الذين شاركوا في 43.[1] بالإضافة إلى ذلك، من بين جميع النزاعات الموثقة التي حدثت منذ عام 387 قبل الميلاد، شاركت فرنسا في 168 منها، وفازت في 109، وخسرت 49، وتعادلت في 10؛ وبذلك أصبحت فرنسا القوة العسكرية الأكثر نجاحًا في تاريخ أوروبا.[2]
دارت أولى الحروب الكبرى الموثقة في أراضي فرنسا الحديثة حول الصراعات الرومانية - الغالية التي استمرت من 60 إلى 50 قبل الميلاد، والتي انتصر الرومان فيها في النهاية بعد حملات يوليوس قيصر. بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية، سيطرت قبيلة جرمانية تعرف باسم الفرنجة على بلاد الغال بعد هزيمة القبائل المتنافسة. كانت «أرض فرنسيا»، التي اشتق منها اسم فرنسا لاحقًا، نقطة توسع مهمة في عهد الملكين كلوفيس الأول وشارلمان، اللذان أسسا نواة الدولة الفرنسية المستقبلية. في العصور الوسطى، أدت المنافسات مع إنجلترا إلى نشوب صراعات كبرى مثل غزو النورمان وحرب المائة عام. بامتلاكها نظامًا ملكيًا مركزيًا، وأول جيش دائم منذ العصر الروماني، وسلاح المدفعية، طردت فرنسا الإنجليز من أراضيها وخرجت من العصور الوسطى بصفتها أقوى دولة في أوروبا، لكنها فقدت هذه المكانة لصالح الإمبراطورية الرومانية المقدسة وإسبانيا بعد الهزيمة في الحروب الإيطالية. أصابت الحروب الدينية فرنسا بالشلل في أواخر القرن السادس عشر ، لكن الانتصار الكبير على إسبانيا في حرب الثلاثين عامًا جعل منها أقوى دولة في القارة مرة أخرى. بالتوازي مع ذلك، طورت سياستها الاستعمارية الأولى في آسيا وإفريقيا والأمريكتين. في عهد لويس الرابع عشر، حققت فرنسا تفوقًا عسكريًا على منافسيها، لكن تصاعد الصراعات ضد تحالفات العدو القوية بشكل متزايد كبح الطموحات الفرنسية وترك المملكة مفلسة في بداية القرن الثامن عشر.
نجحت الجيوش الفرنسية في تحقيق انتصارات في صراعات السلالات ضد الإسبان والبولنديين والنمساويين. في الوقت نفسه، صدت فرنسا كل الهجمات على مستعمراتها. أدت المنافسة الشرسة مع بريطانيا العظمى في القرن الثامن عشر إلى نشوب حرب السنوات السبع، التي فقدت فيها فرنسا ممتلكاتها في أمريكا الشمالية. واست فرنسا نفسها من خلال فرض هيمنتها في أوروبا وتقديم المساعدات للحرب الثورية الأمريكية بشكل مكثف على هيئة أموال وسلاح، وأدت المشاركة المباشرة لجيشها وقواتها البحرية إلى استقلال الولايات المتحدة.[1] أدت الاضطرابات السياسية الداخلية في النهاية إلى نشوب صراع استمر 23 عامًا تقريبًا تمثل في الحروب الثورية الفرنسية والحروب النابليونية. بلغت فرنسا أوج قوتها خلال هذه الفترة، وسيطرت على القارة الأوروبية بطريقة غير مسبوقة بقيادة نابليون بونابرت. بحلول عام 1815، عادت إلى نفس الحدود التي كانت تسيطر عليها قبل الثورة. شهد ما تبقى من القرن التاسع عشر صعود الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية الثانية بالإضافة إلى التدخلات الفرنسية في بلجيكا وإسبانيا والمكسيك. خاضت فرنسا حروبًا كبرى أخرى ضد روسيا في شبه جزيرة القرم، والنمسا في إيطاليا، وبروسيا داخل فرنسا نفسها.
بعد الهزيمة في الحرب الفرنسية البروسية، اندلع الصراع الفرنسي الألماني مرة أخرى في الحرب العالمية الأولى، وانتصرت فرنسا وحلفاؤها هذه المرة. أدى الاضطراب الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في أعقاب الصراع إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث هُزم الحلفاء في معركة فرنسا ووقعت الحكومة الفرنسية هدنة مع ألمانيا. في النهاية، انتصر الحلفاء بمن فيهم القوات الفرنسية الحرة بقيادة حكومة في المنفى على دول المحور. نتيجة لذلك، ضمنت فرنسا احتلال منطقة في ألمانيا ومقعدًا دائمًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. مهدت ضرورة تجنب صراع فرنسي ألماني ثالث بحجم الحربين العالميتين الطريق للاتحاد الأوروبي بدءًا من الخمسينيات. أصبحت فرنسا قوة نووية، ومنذ أواخر القرن العشرين، تعاونت بشكل وثيق مع حلف الناتو وشركائه الأوروبيين.[3]