التاريخ السياسي للمملكة المتحدة (1945–الآن)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
خرجت المملكة المتحدة منتصرة من الحرب العالمية الثانية، وبعد الحرب وصل حزب العمال بقيادة كليمنت أتلي إلى السلطة، ووعد بإنشاء دولة رفاه شاملة، مع العمل على توفير رعاية صحية مجانية لجميع المواطنين البريطانيين. أمَّمت بريطانيا بنك إنجلترا والسكك الحديدية والصناعات الثقيلة والمناجم، ومع ذلك فقد كان الانتعاش الاقتصادي بطيئاً، خصوصاً فيما يتعلق بإعادة الإعمار والإسكان، وقُننت مخصصات الخبز إلى جانب العديد من السلع الضرورية الأخرى. أُطلق على هذه الفترة عصر التقشف، وكانت القروض الأمريكية وخطة مارشال هي التي منعت الاقتصاد البريطاني من الانهيار، في هذه الفترة أيضاً نالت كل من الهند وباكستان وبورما وسيلان استقلالها عن بريطانيا العظمى. تحالفت بريطانيا في هذه الفترة مع الولايات المتحدة، ووقفت في وجه الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة وساهمت في تأسيس حلف الناتو عام 1949.
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
عاد المحافظون إلى السلطة في عام 1951، وقَبلوا معظم الإصلاحات التي قام بها حزب العمال بعد الحرب، لكنهم فرضوا رسوماً جديدة على هيئة الخدمات الصحية الوطنية في عام 1952، بقي حزب المحافظين في السلطة لأكثر من 13 عاماً، كانت فترة انتعاش اقتصادي واستقرار سياسي، ومع ذلك فقد أظهرت أزمة السويس عام 1956 أن بريطانيا لم تعُد قوة عظمى كما كانت في السابق. منحت بريطانيا في هذه الفترة كلًا من غانا وملايو ونيجيريا وكينيا استقلالها عن المملكة المتحدة. عاد حزب العمال إلى السلطة في عهد هارولد ويلسون عام 1964 وأشرف على سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية منها: تخفيف التجريم الجزئي للمثلية الجنسية والإجهاض، وتسهيل قوانين الطلاق، وإلغاء عقوبة الإعدام. أعاد إدوارد هيث حزب المحافظين إلى السلطة خلال الفترة من عام 1970 إلى عام 1974، وأشرف على انضمام بريطانيا إلى الاتحاد الاقتصادي الأوروبي، وتعامل مع ذروة المشاكل التي عصفت بأيرلندا الشمالية وأزمة نفط عام 1973 وإضراب عمال المناجم.
عاد حزب العمال إلى السلطة في عام 1974، لكنه واجه سلسلة من الإضرابات التي قامت بها النقابات العمالية خلال شتاء 1978، والتي أصابت البلاد بشلل تام، ففقد حزب العمال الأغلبية البرلمانية، وأُجريت انتخابات عامة في عام 1979 وصلت على أثرها مارغريت تاتشر إلى السلطة لتقود حكومة محافظة لمدة 18 عاماً، حققت تاتشر إنجازات هامة تمثلت بالانتصار على الأرجنتين في حرب الفوكلاند عام 1982، ومعارضة حكومتها لنقابات العمال، واستمرت تاتشر في خصخصة العديد من الشركات المؤممة في بريطانيا مثل بريتيش تيليكوم للاتصالات وشركة بريتش غاز للمحروقات والخطوط الجوية البريطانية وبريتش ستيل للصلب، مع الاحتفاظ بهيئة الخدمات الصحية الوطنية.
أشرف خليفة تاتشر جون ميجر على المشاركة البريطانية الناجحة في حرب الخليج، وعلى الرغم من الركود الاقتصادي، فقد قاد ميجور المحافظين إلى فوز مفاجئ في عام 1992، واستمرت سيطرة المحافظين حتى عام 1997 حين قاد توني بلير حزب العمال لانتصار انتخابي ساحق.
زج بلير بريطانيا في حربي أفغانستان والعراق قبل أن يترك منصبه في عام 2007، وخلفه مستشاره جوردون براون، أدت الأزمة الاقتصادية العالمية بين أعوام 2008 - 2010 إلى هزيمة حزب العمال في انتخابات 2010، لتتشكل حكومة من تحالف ديمقراطي ليبرالي محافظ برئاسة ديفيد كاميرون، وفي يونيو عام 2016 صوتت المملكة المتحدة لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى استقالة كاميرون وتولي تيريزا ماي لرئاسة الحكومة.