الاستراتيجية الجنوبية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
في السياسة الأمريكية، الاستراتيجية الجنوبية (بالإنجليزية: Southern strategy)، كانت إستراتيجية انتخابية للحزب الجمهوري لزيادة الدعم السياسي بين الناخبين البيض في الجنوب عن طريق الميل نحو العنصرية ضد الأمريكيين الأفارقة.[1][2][3] مع زيادة التوترات العرقية الموجودة أصلًا بفعل حركة الحقوق المدنية وإلغاء قوانين جيم كرو في خمسينيات وستينيات القرن العشرين بشكل ملحوظ في جنوب الولايات المتحدة، بدأ سياسيون جمهوريون كالمرشح الرئاسي ريتشارد نيكسون والسيناتور باري غولدووتر بتطوير استراتيجيات ساهمت بنجاح في إعادة اصطفاف العديد من الناخبين البيض المحافظين في الجنوب سياسيًّا، والذين كان يعرف عنهم دعمهم للحزب الديمقراطي عبر التاريخ أكثر من الحزب الجمهوري. ساعد هذا أيضًا في دفع الحزب الجمهوري نحو اليمين أكثر بكثير مما سبق.[4]
تشير «الاستراتيجية الجنوبية» بشكل رئيسي إلى طريقة إعادة الاصطفاف السياسي «من الأعلى إلى الأسفل» التي حدثت في الجنوب والتي تؤشر إلى محاكاة القادة السياسيين الجمهوريين عمدًا لعنصرية العديد من البيض الجنوبيين رغبةً في اكتساب دعمهم.[5] يُعتقد بشكل عام أن هذه الطريقة من الأعلى للأسفل التي تتميز بها الاستراتيجية الجنوبية هي القوة الرئيسية المحركة التي حولت الميول السياسية الجنوبية عقب حقبة الحقوق المدنية.[6][7] شكك مؤرخون بهذه الرؤية، ومنهم ماثيو لاسيتر وكيفن م. كروز وجوزيف كريسبينو، الذين قدموا طريقة «من الأسفل إلى الأعلى» كشرح بديل، وهو ما دعاه لاسيتر «إستراتيجية الضواحي». يعتبر هذا الشرح ردة الفعل العرقية محوريةً في إعادة اصطفاف الجنوب،[8] ولكنه يقترح أن ردة الفعل هذه اتخذت شكل دفاع عن تقسيم عرقي مفروض كأمر واقع في الضواحي بدل اعتباره مقاومةً صريحة للدمج العرقي وأن ردة الفعل هذه مسألة على الصعيد الوطني لا تقتصر على الجنوب وحسب.[9][10][11][12]
النظرة العامة إلى الحزب الجمهوري على أنه أدى دور «أداة سيادة البيض في الجنوب»، وخصوصًا خلال حملة غولدووتر الانتخابيية والانتخابات الرئاسية لعام 1968 و1972، جعلت من الصعب على الحزب الجمهوري أن يستعيد دعم الناخبين السود في الجنوب في السنوات اللاحقة.[4] في عام 2005، قدم كين ميلمان رئيس اللجنة الوطنية للجمهوريين اعتذارًا رسميًّا للجمعية الوطنية للنهوض بالملونين، وهي منظمة حقوق مدنية، لاستغلال الاستقطاب العرقي لكسب الانتخابات وتجاهل أصوات الناخبين السود.[13][14]