إشارة الإنذار عند الحيوانات
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
إشارة الإنذار عند الحيوانات هي تكيّفٌ مُضاد للضواري، وهي عبارة عن لغة تواصل حيوانيَّة تتألَّف من إشاراتٍ مُختلفة تُصدرها الحيوانات الاجتماعية كردَّة فعلٍ عند ضبط خطرٍ مُعيَّن. كثيرٌ من الرئيسيات والطيور يُصدرُ إشارات إنذار مُختلفة باختلاف نوع الخطر الذي تواجهه، وبعضها مُميزٌ ومألوفٌ عند الناس، فعلى سبيل المثال، يُعدُّ نداء الشحرور المألوف المُنذر بالخطر صوتًا شائعًا في الكثير من الحدائق العامَّة والمنزليَّة حول العالم. تستخدمُ بعض الحيوانات الأخرى مثل الأسماك والحشرات إشاراتٍ لا سمعيَّة للتحذير من خطرٍ مُحتمل، ومن تلك الإشارات الرسائل الكيميائيَّة. اقترح بعض العلماء اعتبار الإشارات البصريَّة بمثابة إشارات إنذارٍ أيضًا، لكن آخرين قالوا بأنَّ هذا لا يصح، بما أنَّ هكذا إشارت يسهل على المُفترسات ملاحظتها، ويصعب على كل أبناء الجنس تلقيها، لذا فإنها تُعد إشاراتٍ لتحذير الضواري من الاقتراب، أو لإعلامها بأنه تمَّ ضبطها وما عاد في تسللها فائدةٌ تُرجى.
تُصدرُ الحيوانات إشاراتٍ للتحذير من خطرٍ أرضيّ مُعيَّن تختلف عن تلك الإشارات المُستخدمة للتحذير من خطرٍ جويّ. غالبًا ما تستطيع الحيوانات تمييز الفرد صاحب الإنذار عن غيره من أفراد المجموعة، فتستجب لندائه إن كان موثوقًا، وتهمله إن لم يكن كذلك.
تُفيد الأدلَّة بشكلٍ واضح لا لُبس فيه أنَّ إشارات الإنذار تُعزز فُرص البقاء عبر سماحها لمُتلقيها بالهرب من الخطر المُحدق بها، غير أنَّ نظام الحماية البيئيّ هذا قد يأتي على حساب الفرد المُنادي، إذ يلفتُ نظر المُفترس إليه من بين جميع أعضاء المجموعة فيزداد احتمال افتراسه أكثر من غيره. ومما يؤكدُ هذا الكلام الدراسات التي أُجريت على السناجب الأرضيَّة ومُعدلات افتراسها، والربط بينها وبين النداءات والسقسقات الصاخبة التي تُصدرها. بالمقابل، هُناك بعض الأدلَّة التي تفيد بأنَّ نداءات الإنذار ترفع من لياقة الفرد مُصدرها.[1]
تتخذ إشارات الإنذار عادةً شكل أصواتٍ عالية التردد، بما أنَّ هكذا أصوات يصعبُ على المُفترس تحديد موقع صاحبها، على الرغم مما يعتقده العامَّة.[2][3]