أمريكا الإسبانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يشير مصطلح أمريكا الإسبانية إلى الأراضي التي احتلتها إسبانيا في الأمريكيتين أثناء الاستعمار الإسباني لهما. استخدم مصطلح أمريكا الإسبانية على وجه التحديد خلال الحقبة الإمبراطورية للأقاليم التي امتدت بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر، واستمرت حتى نهاية الحكم الإمبراطوري. أطلقت إسبانيا على ممتلكاتها الخارجية في الأمريكتين والفلبين اسم جزر الهند، واقتبس الاسم من رحلة كولومبوس الذي وصل إلى آسيا عن طريق الإبحار غربًا.[1] ازدادت أهمية هذه الأراضي بعد عزو إمبراطورية الأزتك، عقد التاج الإسباني مجلس جزر الهند في عام 1524، أكد خلاله السيطرة الملكية الدائمة على هذه الأراضي والممتلكات.[2] اهتم الإسبان بالمناطق المأهولة والغنية بالثروات المعدنية وحولها إلى مراكز للمستوطنات، بينما أهملت المناطق الفقيرة ولم تولى الكثير من الاهتمام. صنفت الممتلكات الخارجية إلى ضعيفة أو قوية فور ضمها إلى الإمبراطورية.[3] حكم كريستوفر كولومبوس منطقة البحر الكاريبي، تعلم التاج من هذه الحادثة ولم يسمح بمنح سلطات شاملة للمستكشفين والغزاة. اقتحم الملوك الكاثوليك غرناطة في عام 1492 وطردوا اليهود منها، اتضح من خلال هذه الحملة العسكرية الجانب الديني للدولة. فرض التاج سلطته المطلقة على النواحي الدينة في ممتلكاته الخارجية.
عين التاج الإسباني مجموعة من المسؤولين الملكيين لتنفذ إدارته في إمبراطورياته الخارجية، وأولاهم إدارة المجالين الديني والمدني، وتمتعوا في كثير من الأحيان بسلطات قضائية متداخلة. استطاع التاج إدارة الإمبراطورية في جزر الهند بالاعتماد على النخبة المحلية، واعتبرهم وسطاء مع السكان الأصليين. كانت التكاليف الإدارية للإمبراطورية منخفضة، اعتمد على عدد قليل من المسؤولين الإسبان، ومنحهم رواتب منخفضة بشكل عام. حاول التاج الحفاظ على نظام تجاري مغلق، اقتصر على ميناء واحد في إسبانيا وعدد قليل فقط في جزر الهند، لم تكن هذه السياسة مغلقة على أرض الواقع، إذ زودت بيوت التجارة الأوروبية ميناء إشبيلية الإسباني بالمنسوجات عالية الجودة وغيرها من السلع المصنعة التي لا تستطيع إسبانيا عرضها. أرسلت الفضة من جزر الهند إلى تلك البيوت التجارية الأوروبية. أنشأ مسؤولو التاج في جزر الهند نظامًا تجاريًا متكاملًا، أجبروا السكان الأصليين على المشاركة فيه، وجنوا الأرباح لأنفسهم بالتعاون مع التجار.