أصول الحرب الأهلية الأمريكية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يركز المؤرخون الذين يناقشون أصول الحرب الأهلية الأمريكية على الأسباب التي جعلت سبع ولايات جنوبية (تليها أربع ولايات أخرى بعد بداية الحرب) تعلن انفصالها عن الولايات المتحدة (الاتحاد) وتتحد لتشكيل الولايات الكونفدرالية الأمريكية (المعروفة باسم «الكونفدرالية»)، والأسباب التي دفعت الولايات الشمالية إلى رفض السماح لهم بالانفصال. يدور معظم النقاش حول السؤال الأول، وهو السبب الذي جعل بعض الولايات الجنوبية تقرر الانفصال. يتفق معظم المؤرخين في القرن الحادي والعشرين على أن الصراع على العبودية تسبب في حدوث الحرب، لكنهم يختلفون بشدة على الجوانب الأكثر أهمية في هذا الصراع (الجانب الأيديولوجي، أو الاقتصادي، أو السياسي، أو الاجتماعي).[1]
تحتاج هذه المقالة إلى تهذيب لتتناسب مع دليل الأسلوب في ويكيبيديا. (أكتوبر 2015) |
كانت المعركة السياسية الرئيسية التي أدت إلى انفصال الجنوب تدور حول ما إذا كان سيُسمح لاحقًا للعبودية بالانتشار في الأراضي الغربية المنضمة حديثًا والتي من المقدر لها أن تصبح ولايات. ضم الكونغرس، في بداية الأمر، ولايات جديدة إلى الاتحاد، بعضها ولايات استرقاقية وبعضها الآخر ولايات حرة. أدى ذلك إلى الحفاظ على التوازن الفئوي في مجلس الشيوخ، مع عدم تحقيقه في مجلس النواب، حيث تجاوز عدد سكان الولايات الحرة الولايات الاسترقاقية.[2] بناء على ذلك، كان وضع الأراضي الجديدة بوصفها أراضي حرة مقابل أراضي استرقاقية مسألة بالغة الأهمية، في منتصف القرن التاسع عشر، سواء بالنسبة للشمال الذي تنامت فيه المشاعر المناهضة للرق أو للجنوب الذي تزايدت فيه المخاوف من إلغاء الرق. كان تطور القومية الجنوبية البيضاء في العقود السابقة عاملًا من العوامل الأخرى التي أدت إلى الانفصال وتشكيل الكونفدرالية.[3] كان الحفاظ على الاتحاد، الذي يستند إلى القومية الأمريكية، السبب الرئيسي لرفض الشمال للانفصال.[4]
فاز أبراهام لينكون في الانتخابات الرئاسية لعام 1860، رغم عدم تواجده في بطاقات اقتراع عشر ولايات جنوبية. أدى انتصاره إلى إعلان سبع ولايات استرقاقية في الجنوب العميق الانفصال، وجميعها ولايات ذات اقتصاد نهري أو ساحلي، تعتمد على القطن الذي يزرعه العبيد. شكلت السبع ولايات الولايات الكونفدرالية بعد انتخاب لينكولن وقبل أن يتسلم منصبه.
رفض القوميون في الشمال و«الوحدويون» في الجنوب الاعتراف بإعلان الانفصال. لم تعترف أي حكومة أجنبية بالكونفدرالية. رفضت حكومة الولايات المتحدة في عهد الرئيس جيمس بيوكانان التخلي عن حصونها بالأراضي التي تطالب بها الكونفدرالية. بدأت الحرب في 12 أبريل 1861، عندما قصفت القوات الكونفدرالية حصن سمتر، وهو حصن رئيسي في ميناء تشارلستون بولاية كارولاينا الجنوبية.
ذكر جمع من المؤرخين، في عام 2011، «في حين كانت العبودية، وما ترتب عليها من سخط مختلف ومتعدد الأوجه، السبب الرئيسي للانفصال، إلا أن الانفصال نفسه هو الذي أشعل الحرب».[5] كتب ديفيد إم. بوتير الحائز على جائزة بوليتزر: «لم تكن مشكلة الأميركيين، الذين أرادوا تحرير العبيد، في عصر لنكولن، تكمن في أن الجنوبيين أرادوا عكس ذلك، بل كانت في اعتزازهم بقيم متضاربة، فلقد أرادوا احترام الدستور، الذي يحمي العبودية، والحفاظ على الاتحاد، الذي لازم تواجد مالكي العبيد. وهكذا التزموا بقيم لا يمكن التوفيق بينها منطقيًا».[6]
مثلت السياسة الحزبية، والإبطالية، والإبطال مقابل الانفصال، والقومية الجنوبية والشمالية، والتوسعية، والاقتصاد، وحداثة ما قبل الحرب الأهلية الأمريكية، عوامل أخرى هامة.