آراء النازية تجاه الكاثوليكية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
لم تقبل أيديولوجيا النازية مؤسسة مستقلة لا تستمد شرعيتها من الحكومة. أرادت النازية تبعية الكنيسة للدولة.[1] اتهم العديد من النازيين الكاثوليك بأنهم لا يحبون الوطن بصورة كافية، أو بعدم الولاء للوطن، وبأنهم يخدمون مصالح «القوى الأجنبية الشريرة».[2] ازدرى النازيون الراديكاليون كذلك الأصل السامي ليسوع والدين المسيحي. رأى الراديكاليون العدائيون المناهضون للكنيسة، مثل ألفريد روزنبيرغ ومارتين بورمان وهاينريش هيملر، أنه يجب أن تحظى حملة كرشنكامبف ضد الكنائس بالاهتمام على سبيل الأولوية، وكانت المشاعر المعادية للكنيسة ولرجال الدين قوية بين نشطاء الحزب من القاعدة الشعبية، وذلك رغم أن العضوية الأوسع للحزب النازي بعد عام 1933 أصبحت تضم العديد من الكاثوليك.[3]
سمح نظام هتلر باضطهاد الكنيسة في الإمبراطورية النازية، رغم تنوع العلاقة السياسية بين الكنيسة والدولة في أوساط الحلفاء النازيين. كان موقف أدولف هتلر الشخصي من الكاثوليكية والمسيحية عدائيًا، رغم أنه من الممكن وصف علاقته الرسمية بالدين في ألمانيا النازية بالانتهازية. سجل مارتين بورمان، «النائب» الذي اختاره هتلر، وهو شخص ملحد، في سلسلة مونولوجات أحاديث طاولة هتلر، أن النازية ذات نظرة علمانية وعلمية ومعادية للدين.[4]
كتب آلان بولوك، كاتب السير الذاتية، أنه على الرغم من أن هتلر قد نشأ ككاثوليكي، واحتفظ ببعض الاحترام لسلطة الكاثوليكية التنظيمية، إلا أنه كان يحمل ازدراء تام لتعاليمها المركزية، قائلًا إنه إذا ما بلغت نهايتها المأمولة، فإن ذلك يعني «بداية الحرث النظامي للفشل البشري».[5] كتب بولوك أن هتلر استخدم في كثير من الأحيان خطاب «العناية الإلهية» للدفاع عن أسطورته، ولكنه على كل حال كان يتبنى «نظرة مادية، تستند إلى يقين عقلانيي القرن التاسع عشر بأن تقدم العلم من شأنه أن يمحق الأساطير مبرهنًا على عبثية العقيدة المسيحية».[6] كان هتلر على المدى الطويل، رغم استعداده في بعض الأحيان لكبح ميوله المعادية لرجال الدين بعيدًا عن الاعتبارات السياسية، وقبوله اتفاق الرايخ الموقع بين ألمانيا والكرسي الرسولي (الرايشكونكوردات)، يأمل في ألمانيا غير مسيحية.[7][8]
وعد برنامج الحزب النازي لعام 1920 بدعم حرية الأديان مع التنويه: «بقدر ما لا تهدد وجود الدولة أو تتعارض مع المشاعر الأخلاقية للعرق الجرماني»، وأعرب عن دعمه لما يُسمى «المسيحية الإيجابية»، وهي حركة تسعى إلى فصل المسيحية عن جذورها اليهودية، وعقيدة الرسل. كتب وليام شيرر: «قصد النظام النازي، تحت قيادة روزنبيرغ وبورمان وهيملر، وبدعم من هتلر، تدمير المسيحية في ألمانيا، إن أمكن، واستبدالها بالوثنية القديمة لآلهة القبائل الجرمانية الأولى وبالوثنية الجديدة للمتطرفين النازيين».[9]